عدد المساهمات : 1456 نقاط : 14768 النقاط التميز : 6008 تاريخ التسجيل : 28/10/2009 العمر : 39
موضوع: صعوبة تحقيق الإخلاص . الجمعة يناير 08, 2010 8:34 am
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
إنَّ تحقيق الإخلاص ليس بالأمر اليسير وأنه في متناول اليد لكل من أراد، وأن تحصيله ممكن بأدنى جهد وبلا معاناة ولا مجاهدة، فهذا بعيد عن الحقيقة.
والواقع أن تحقيق الإخلاص ليس بالأمر الهين، كما يظن بعض الذين يتعاملون مع السطوح لا مع الأعماق، ومع القشور لا مع اللباب.
وذلك لأن الإخلاص يتضمن أمرين: استحضار النية، وتحريرها من الشوائب.
أما استحضار النية في العمل، فهو مهم، ولا يكفي أن يؤدي الإنسان العمل "أتوماتيكيا" دون أن تحضره النية وتلونه وتوجهه، والرسول يقول: "إنما الأعمال بالنيات". ويقول: "إنما يبعث الناس على نياتهم".
وروى ابن أبي الدنيا بإسناد منقطع عن عمر: لا عمل لمن لا نية له، ولا أجر لمن لا حسبة له، يعني: من لم يعمل العمل احتسابا لله.
وروى عن ابن مسعود أنه قال: لا ينفع قول إلا بعمل، ولا ينفع قول وعمل إلا بنية.
وقال يحيى بن أبي كثير: تعلموا النية، فإنها أبلغ من العمل.
وقال سفيان الثوري: ما عالجت شيئا أشد على من نيتي، لأنها تنقلب علي.
وقال زبيد اليامي: إني لأحب أن تكون لي نية في كل شيء، حتى في الطعام والشراب.
وقال أيضا: انَّ في كل شيء تريده الخير، حتى خروجك إلى الكناسة.
وقال داود الطائي: رأيت الخير كله إنما يجمعه حسن النية، وكفاك به وإن لم تنصب.
وقال مطرف بن عبدالله: صلاح القلب بصلاح العمل، وصلاح العمل بصلاح النية.
وقال يوسف بن أسباط: تخليص النية من فسادها أشد على العاملين من طول الاجتهاد.
وقال: إيثار الله عز وجل أفضل من القتل في سبيله.
وقيل لنافع بن جبير: ألا تشهد الجنازة؟ قال: كما أنت حتى أنوي، ففكر هنيهة، ثم قال: امض.
وقال عبدالله بن المبارك: رب عمل صغير تعظمه النية، ورب عمل كبير تصغره النية.
وقال الفضيل بن عياض: إنما يريد الله منك نيتك وإرادتك.
وقال بعض السلف: من سره أن يكمل له عمله فليحسن نيته، فإن الله عز وجل يأجر العبد إذا حسنت نيته، حتى باللقمة. وقال الثوري: كانوا يتعلمون النية للعمل، كما تتعلمون العمل.
وقال بعض العلماء: اطلب النية للعمل قبل العمل، ومادمت تنوي الخير فأنت بخير
اللهم إجعلنا من المخلصين من الذين أخلصوا دينهم لله وصلى الله وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.